عثمان بن عفان رضي الله عنه وقوة الحياء والبذل
المحور الأول: إعداد الرسول صلى الله عليه وسلم نماذج تحمل الرسالة.
الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام لم يكن يشتغل بالدعوة إلى الله تعالى وحده بل كان الصحابة أيضا معنيون بها، ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعدهم إعدادا لتحمل مشاق هذا الطريق ولمنحهم القدرة على الثبات في محيطهم فكان كلما رأى منهم خللا سدده وكلما رأى منهم ضعفا قواه وكلما رأى بذلا و شجاعة وتضحية وجهه، حتى صار الصحابة كلهم مثالا يقتدى به، وقد أثنى الله تعالى عليهم، فقال: (لقد رضى الله عن المومنين إذ يبايعونك تحت الشجرة).المحول الثاني: البذل والحياء من خصال عثمان بن عفان رضي الله عنه.
ترجمة عثمان بن عفان رضي الله عنه.عثمان بن عفان: هو أمير المؤمنين عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، فهو قرشي أموي يجتمع والنبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف، وهو ثالث الخلفاء الراشدين، ولد بالطائف بعد الفيل بست سنين، يلقب بذي النورين لأنه تزوج رقية وأم كلثوم ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أحد العشرة المبشرة بالجنة، استشهد يوم الجمعة 18 ذي الحجة سنة 35 هجرية.
عثمان بن عفان وخلق الحياء.
1. مفهوم الحياء:
الحياء: لغة الحشمة، واصطلاحا: خلق يبعث على ترك القبيح وما يعاب ويمنع من التقصير في حق ذي الحق، وهو نوعان: غريزي ومكتسب.
2. عثمان بن عفان وخلق الحياء.
قد اشتهر عثمان بن عفان بالحياء فكان رضي الله عنه حيِيَّا سِتِّيرا وقورا، شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالحياء، فقال صلى الله عليه وسلم: (أَرْحَمُ أُمَّتِى بِأُمَّتِى أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِى أَمْرِ اللهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ …)، ولشدة حيائه كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخصه بوقار ومعاملة خاصة، وقَال عنه: (أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ).
ومن شدة حيائه رضي الله عنه أن كان يغتسل في ثوبه، روى الإمام أحمد في مسنده عن الحسن البصري، قال: (إن كان في البيت والباب عليه مغلق فما يضع الثوب ليفيض عليه الماء، يمنعه الحياء أن يقيم صلبه).
عثمان بن عفان وخلق البذل.
1. مفهوم البذل:
البذل لغة: العطاء، و اصطلاحا: هو المبالغة في العطاء والسخاء ابتغاء الأجر والثواب.
2. عثمان بن عفان وخلق البذل.
إنفاقه رضي الله عنه في الجهاد حيث جهز جيش العسرة في تبوك.
شراؤه بئر روما، وجعله وقفا على المسلمين.
توسعه للمسجد النبوي حين ضاق على المسلمين.
كان رضي الله عنه يعتق كل جمعة رقبة في سبيل الله تعالى.
المحور الثالث: المؤمن يدعو إلى الإسلام بأخلاقه وسلوكه (البذل والحياء).
المؤمن شخصية عظيمة تنجذب النفوس لتمثلها القيم الثابتة والمثل العليا المستمدة من الوحي فارتبط عمل المؤمن بموجبها بحسن خلقه وسمو سلوكه الرفيع وبالتالي اتخذ نموذجا يحتذى ويقتدى به.فالحياء: زينة المؤمن يمنعه من كل فعل أول قول قبيح، فترسيخ خلق الحياء في الناس يطهر نفوسهم من خصال البداءة والقبح، ويحملهم على فعل كل انواع الخير و البر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الحياء لا يأتي إلا بخير)، وهذا يوسف عليه السلام منعه حياؤه من الفاحشة والزنا، فقال تعالى: (ولقد راودته عن نفسه فاستعصم... ).
وأما البذل: يطهر النفوس من صفات البخل والشح، والمؤمن يعرف من بذله واستهانته بما في يديه من أموال، وقد اتصف يوسف عليه السلام بالبذل والعطاء والسخاء مع إخوته الرغم إساءتهم له، قال تعالى: (ألا ترون أني أوف الكيل وأنا خير المنزلين).

تعليقات
إرسال تعليق