مواقيت الصلاة وأحكامها
تعريف الوقت.
الوقت هو الزمن المقدر للعبادة شرعا، قال تعالى: )إن الصلاة
كانت على المؤمنين كتابا موقوتا( . أي فرضا محددا بأوقات.
حكم معرفة
الوقت.
معرفة وقت الصلاة فرض عين، لذا لا يجوز للشخص الدخول في الصلاة حتى يتحقق
دخول الوقت، سواء قام بالتحقق بنفسه أو بتقليد من تحقق.
معرفة الوقت.
تعرف الأوقات، إما بالساعة الفلكية، أو بوضع الشمس،
فالظل الذي يحدث بعد زوال الشمس يعرف به وقت الظهر ودخول وقت العصر، وبمغيبها يعرف
وقت المغرب، وبمغيب الشفق الأحمر أو الأبيض يعرف دخول وقت العشاء، وبالبياض الذي
يظهر في الأفق يعرف وقت الفجر.
ومن خفي عليه الوقت لظلمة أو سحاب اجتهد وتحرى حتى يغلب
على ظنه دخول الوقت، وفي حالة خفاء الوقت تكفي غلبة الظن، فإن صلى معتمدا غلبة ظنه
بدخول الوقت ثم تبين أنه صلى قبل الوقت أعادها وجوبا، وأما لو شك بدخول الوقت، أو
ظن ظنا خفيفا، وصلى لم تجزئه وإن كانت وقعت في الوقت.
تحديد وقت
الصلاة.
وقد جاء تحديد أوقات الصلوات الخمس في أحاديث منها حديث ابن
عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أمني جبريل عليه
السلام عند البيت مرتين، فصلى الظهر في الأولى منهما حين كان الفيء مثل الشراك، ثم
صلى العصر حين كان كل شيء مثل ظله، ثم صلى المغرب حين وجبت الشمس وأفطر الصائم، ثم
صلى العشاء حين غاب الشفق، ثم صلى الفجر حين برق الفجر وحرم الطعام على الصائم.
وصلى المرة الثانية الظهر حين كان ظل كل شيء مثله، لوقت العصر بالأمس، ثم صلى
العصر حين كان ظل كل شيء مثليه، ثم صلى المغرب لوقته الأول، ثم صلى العشاء الآخرة
حين ذهب ثلث الليل، ثم صلى الصبح حين أسفرت الأرض، ثم التفت إلي جبريل فقال: يا
محمد، هذا وقت الأنبياء من قبلك؛ والوقت فيما بين هذين الوقتين+.
أقسام أوقات
الصلاة المكتوبة.
تقسم هذه الأوقات إلى قسمين:
اختياري: وهو الوقت
الذي وكل إيقاع الصلاة فيه اختيار المكلف من حيث عدم الإثم، إن شاء صلى في أوله أو
أوسطه أو آخره، فالاختياري قسمان إما وقت فضيلة، وإما وقت توسعه.
ضروري: يأتي عقب
الاختياري، ويحرم تأخير الصلاة لوقت ضروري، إلا لأصحاب الضرورات الشرعية.
أصحاب
الأعذار الشرعية.
لا يجوز تأخير الصلاة لوقت ضروري. إلا لأحد الأعذار
الشرعية الآتية:
1. الكافر الأصلي إذا أسلم في الوقت الضروري، فلا إثم عليه
إذا صلى في هذا الوقت، ولقوله تعالى: )قل للذين
كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف(.
2. الصبي إذا بلغ في الوقت الضروري، فلا إثم عليه إن أدى
الصلاة فيه، وإن كان صلاها قبل البلوغ، لأنها وقعت نفلا.
3. المغمى عليه والمجنون إذا أفاقا في الوقت الضروري.
4. فاقد الطهورين؛ إذا أخر الصلاة إلى الوقت الضروري فوجد
فيه أحد الطهورين.
5. الحائض أو النفساء إذا نقيت في الوقت الضروري.
6. النائم أو الغفل إذا استيقظ في الوقت الضروري.
7. من سكر بغير مسكر حرام وأفاق في الوقت الضروري.
أوقات
الصلاة المكتوبة الاختيارية والضرورية.
صلاة الظهر.
بدأ بوقت صلاة الظهر لأنها أول صلاة صليت في الإسلام.
o
الوقت
الاختياري لها: يبدأ من الزوال إلى أن يصير ظل كل شيء مثله، وهو آخر الوقت
الاختياري وأول وقت العصر.
o
وقتها
الضروري فيبدأ من دخول وقت العصر الاختياري إلى غروب الشمس.
صلاة العصر.
o
الوقت
الاختياري لها: يبدأ من وقت أن يصبح ظل كل شيء مثله، ويمتد حتى اصفرار الشمس في
الأرض والجدران.
o
وقتها
الضروري: فيمتد من اصفرار الشمس حتى الغروب.
صلاة المغرب.
o
وقتها
الاختياري: يمتد من غروب الشمس، و يمتد إلى غياب الشفق الأحمر.
o
أما الوقت
الضروري لها، فيبدأ عقب الاختياري ويمتد إلى طلوع الفجر.
صلاة العشاء.
o
وقتها
الاختياري: يبدأ من مغيب الشفق الأحمر، ويمتد إلى ثلث الليل الأول، فإذا لم يبق في
الأفق حمرة ولا صفرة فقد وجبت صلاة العشاء.
o
وقتها
الضروري: فيبدأ من انتهاء الثلث الأول من الليل، ويستمر إلى طلوع الفجر الصادق.
صلاة الصبح.
o
وقتها
الاختياري: من طلوع الفجر الصادق إلى الإسفار البين.
o
وقتها
الضروري: فمن الإسفار إلى طلوع الشمس.
وقت الفضيلة.
إن أفضل الأوقات لفذ أو لجماعة أولها، لحديث أبي محذورة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أول الوقت رضوان الله وأوسطه رحمة الله
وآخره عفو الله+، وحديث عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أفضل الأعمال الصلاة لوقتها+.
حالات يندب
فيها تأخير الصلاة عن أول وقتها.
1. يندب لفذ انتظار جماعة لتحصيل له فضيلة الجماعة.
2. يندب تأخير صلاة الظهر في شدة الحر للإبراد، لما روى أبو
ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن شدة الحر من
فيح جهنم، فإذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة+.
وقت إدراك.
وقت الإدراك وهو الوقت الذي تترتب الصلاة بذمة المكلف
إذا زال عذره فيه.
1. يدرك الظهرين إذا زال العذر في الوقت الضروري لهما، وكان
الباقي من الوقت يتسع للطهارة مع صلاة خمس ركعات فأكثر، أربع تصلى الظهر في السفر
وركعة تدرك بها صلاة العصر.
2. يدرك العصر فقط ويسقط الظهر إذا زال العذر في الوقت
الضروري للصلاتين، وكان الباقي من الوقت يتسع للطهارة وصلاة ركعة كاملة إلى أربع
ركعات حضرا، أو ركعة إلى الركعتين سفرا.
3. يدرك العشاءين إذا زال عذره في الوقت الضروري لهما، وكان
الباقي من الوقت يتسع لطهارة وصلاة أربع ركعات فأكثر، ثلاث ركعات للمغرب وركعة
للعشاء حضرا أو سفرا.
4. يدرك العشاء فقط ويسقط المغرب إذا زال عذره في الوقت
الضروري لهما، وكان الباقي من الوقت يتسع لطهارة وصلاة ركعة إلى ركعتين حضرا أو
سفرا.
5. يدرك صلاة الصبح إذا زال عذره قبل طلوع الشمس وكان
الباقي من الوقت يتسع لطهارة وصلاة كاملة فأكثر حضرا أو سفرا.
6. أما بالنسبة للنائم والناسي، فتجب عليهم صلاة متى تنبهوا
على أي حال أبدا لعدم سقوطها عنهم.
الأوقات
المسقطة للصلاة عن المكلف إذا طرأ العذر فيها.
1. تسقط صلاة الصبح إذا طرأ العذر فيها قبل طلوع الشمس بقدر
ما يسع ركعة كاملة إن لم يكن صلاها ولو عمدا.
2. تسقط صلاة العصر فقط إذا طرأ العذر في وقتها الضروري،
وكان الباقي من الوقت ما يسع ركعة إلى أربع ركعات في الحضر وإلا ركعتين في السفر،
وتبقى صلاة الظهر بذمته.
3. تسقط صلاة الظهرين إذا طرأ العذر في وقتها الضروري، وكان
الباقي ما يسع خمسا فأكثر في الحضر وثلاثا في السفر.
4. تسقط صلاة العشاء فقط إذا طرأ العذر في وقتها الضروري،
وكان الباقي من الوقت ما يسع ركعة إلى ركعتين حضرا أو سفرا، أما المغرب فتبقى
بذمته.
5. تسقط صلاة العشاءين إذا طرأ العذر في وقتهما الضروري،
وكان الباقي من الوقت يتسع لصلاة أربع ركعات فأكثر حضرا أو سفرا. ولا يقدر لسقوط
الصلاة طهر للاحتياط في جانب العبادة.
6. أما النوم والنسيان فلا يسقطان الصلاة بحال من الأحوال.
متى تدرك
الصلاة أداء.
تدرك الصلاة أداء، في الوقت الاختياري والضروري، بإدراك
ركعة كاملة ولو صلى تتمة الصلاة خارج الوقت؛ ويعتبر الصلاة كلها أداء. ومقتضاه أنه
لا إثم عليه إذا أخر الصلاة لآخر وقتها بحيث يدرك ركعة في الوقت الاختياري،
والباقي في الوقت الضروري، أما إذا لم يؤد ركعة كاملة في الوقت الاختياري فإنه
آثم، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من
أدرك من الصبح ركعة، قبل أن تطلع الشمس، فقد أدرك الصبح. ومن أدرك ركعة من العصر،
قبل أن تغرب الشمس، فقد أدرك العصر+. وعنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: "من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة+.
ما يترتب
على من أدرك ركعة كاملة في الوقت ووقعت بقية الصلاة خارجه.
1. إذا حاضت المرأة، أو أغمي على المصلي، وهو يتم صلاته
الواقعة خارج الوقت، سقط عنه ذاك الوقت لحصول العذر وقت الأداء لأن تتمة الصلاة
تعتبر كلها أداء طالما أدى ركعة كاملة في الوقت.
2. بطلان صلاة من اقتدى بمصل أتم ركعة في الوقت قبل أن
يقتدي به الآخر، لأن صلاة الأول تعتبر أداء وصلاة الثاني تعتبر قضاء لأنه دخل بعد
خروج الوقت، فاختلفت النية لذا بطلت صلاة المؤتم.
الأوقات
التي تحرم فيها صلاة النافلة.
تحرم صلاة النافلة أداء وقضاء ومنذورة، وصلاة الجنازة
التي لم يخش تغيرها، وسجود التلاوة، وسجود السهو البعدي في الأوقات التالية:
1. حال طلوع الشمس، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال
صلى الله عليه وسلم: "إذا طلع حاجب الشمس فأخروا الصلاة حتى ترتفع، وإذا غاب
حاجب الشمس فأخروا الصلاة حتى تغيب+.
2. حال غروب الشمس، للحديث المتقدم.
3. حال خطبة الجمعة.
4. وحال ابتداء خروج الإمام وصعوده على المنبر.
5. حال ضيق الوقت الاختياري أو الضروري لصلاة مكتوبة.
6. حال تذكر فائتة مفروضة، إنما يجب عليه المبادرة لصلاتها
حال تذكرها، لحديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من
نسي صلاة فليصل إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك+.
7. حال إقامة صلاة حاضرة لإمام راتب، ولحديث أبي هريرة رضي
الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا
المكتوبة)).
الأوقات
التي تكره فيها النافلة.
من بعد طلوع الفجر الصادق إلى بعد طلوع حاجب الشمس فعندها
تحرم، ولو لداخل المسجد، لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: "لا صلاة بعد الصبح حتى ترتفع الشمس، ولا صلاة بعد
العصر حتى تغيب الشمس+. ويستثنى من ذلك ما يلي:
1. ركعتا رغيبة الفجر.
2.
الشفع
والوتر.
الإحرام
بنافلة في الأوقات المحرمة والمكروهة.
تقطع وجوبا صلاة
من أحرم بنافلة في وقت الحرمة، وندبا من أحرم بها في وقت الكراهة، ولا قضاء عليه،
سواء كان أحرم بها جاهلا أو عامدا أو ناسيا، لأن النافلة هي وسيلة التقرب إلى
الله، ولا يتقرب إلى الله بمنهي عنه.
أما من أحرم بالنافلة قبل دخول وقت النهي، ثم دخل وقته
وهو في الصلاة، فلا يقطعها ولكن يتمها بسرعة.

تعليقات
إرسال تعليق