مدخل التزكية: النظر والتفكر سبيل العلم والإيمان
المحور الأول: النظر
والتفكر: المفهوم والمجالات والمقاصد.
1. مفهوم النظر والتفكر.
·
مفهوم
النظر.
النظر لغة: التأمل،
واصطلاحا : إعمال العقل وحثه على التأمل في الكون والبحث عن الآيات والحجج الدالة
على خالق الوجود عز وجل.
·
مفهوم
التفكر.
التفكر لغة: التأمل،
واصطلاحا: عبادة توظف فيها أدوات المعرفة من حواس وعقل وقلب، قصد تقوية الارتباط
بالله تعالى، بالانتقال من معرفة المخلوق إلى معرفة الخالق جل وعلا.
2.
مجالات النظر والتفكر
ومقاصده.
مجال الآفاق: لقد دعانا القرآن الكريم
والسنة النبوية إلى التأمل والتفكر في الكون، باعتباره الكتاب المنظور الدال على
عظمة الخالق وقدرته، قال تعالى : )إن في خلق السموات والأرض
واختلاف الليل والنهار لايات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى
جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات الأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب
النار( ال
عمران، وقال أيضا: : ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ
حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ فصلت، وقال النبي صلى
الله عليه وسلم: )تفكروا في آلاء الله ، ولا تفكروا في
ذات الله(
مجال
الأنفس: إن توجيه النظر والتفكر إلى النفس من
أعظم صور هذه العبادة، وقد أمر الله عز وجل بضرورة التفكر في النفس والحث على ذلك،
فخلق الإنسان آية من آيات الله العظيمة، خاصة إذا علِمنا أن كل طور من أطوار الخلق
البشري يعدُّ آية في ذاته، فأول ما يجب على الإنسان أن يتفكر فيه هي نفسه التي بين
جنبيه: كيف خلقه الله؟ ولم خلقه؟ وما مصيره؟ وما مظاهر الإعجاز في خلقه؟ قال تعالى:
)أولم
يتفكروا في أنفسهم
(الروم،وقال أيضا )وفي أنفسكم أفلا تبصرون(.
3.
مقاصد النظر والتفكر.
o
ترسيخ الإيمان في قلب
المؤمنين.
o
توطيد العلاقة بالخالق عز
وجل.
o
النظر والتفكر يورث العلم،
والعلم يصل بالإنسان إلى معرفة الله، وكلما ازدادت معرفته بالله، ازداد انضباطا
لشرعه واشتدت استقامته.
o
تحقيق خشية الله عز وجل
مصداقا لقوله تعالى : ) إنما يخشى الله من عباده العلماء( فاطر.
o
ترسيخ محبة الله تعالى في
النفس.
o
تحقيق شكر الله تعالى على
نعمه التي لا تعد ولا تحصى.
المحور الثاني: أهمية النظر والتفكر في زيادة العلم
وترسيخ الإيمان وتقويته.
1. أهمية النظر والتفكر في زيادة العلم وترسيخ
الإيمان.
للتفكر والنظر في الكون
بالغ الأثر على الفرد من حيث الرقي به في رحاب المقامات الإيمانية التي ترفع
المتصف بها من مستوى عموم الناس إلى درجة العارفين المتذوقين حلاوة الحب عن علم،
ذلك أن فعل التفكر يورث العلم، والعلم يسمو بصاحبه ليصل به درجات متقدمة من
الإيمان، بحيث كلما ازداد علمه ازداد إيمانه، وهو المعبر عنه بقوله تعالى:
)إنما يخشى الله من عباده
العلماء (فاطر.
2.
النظر والتفكر
في الكون عبادة.
كثير من المسلمين يعتقدون
أن العبادات مرتبطة بالجوارح لا تتعداها، معرضين عن باب كبير من أبواب التقرب إلى
الله، والقليل من يدرك أن ثمة عبادة عقلية لا تقل أهمية عن
سابقتها، بل قد تفوقها درجة اعتبارا لما ينبني عليها، ثم إذا فهموا ذلك فقليل منهم
من يعمل بها فيدقق النظر في آيات الله المسطورة في كتابه والمنثورة في كونه وخلقه،
ويكفي هذه العبادة شرفا أنها تجمع بين وعي العقل وحضور القلب، قال وهب بن منبه )ما طالت فكرة امرئ قط إلا
فهم، وما فهم إلا علم،وما علم إلا عمل (إحياء علوم الدين لأبي حامد
الغزالي.
تعليقات
إرسال تعليق