تلخيص الفصل السادس: في أهم الأحداث التي وقعت بعد فتح مكة إلى وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، من كتاب السيرة النبوية: دروس وعبر، للدكتور مصطفى السباعي.

 تلخيص الفصل السادس: في أهم الأحداث التي وقعت بعد فتح مكة إلى وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، من كتاب السيرة النبوية: دروس وعبر، للدكتور مصطفى السباعي.


تلخيص الفصل السادس: في أهم الأحداث التي وقعت بعد فتح مكة إلى وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، من كتاب السيرة النبوية: دروس وعبر، للدكتور مصطفى السباعي.

v 
تحطيم الأصنام.

كان إبراهيم عليه السلام ممن حارب الوثنية في قومه، حتى حاول قومه إحراقه بالنار. وعلى هذه السنة سار  رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلما خرج لفتح مكة في السنة الثامنة للهجرة حطم جميع الأصنام المحاطة بالبيت العتيق، وأنهى محمد بن عبد الله مأساة العرب الفكرية التي استمرت زهاء خمسمائة عام أو تزيد، وحرر العقل العربي من أغلال الوثنية وخرافاتها، وكل ذلك إنما تم بفضل محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته، فله على كل عربي إلى انتهاء الدنيا فضل الإنقاذ والتحرير، ثم فضل زيادة الهدى لشعوب الأرض من اتبع الهدى ومن أعرض عنه.

v  حجّة الوداع.

كانت حجة الوداع هي الحجة الوحيدة التي أداها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوافد الناس إلى الحج مع الرسول صلى الله عليه وسلم من مختلف أنحاء الجزيرة العربية، وقد خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبته الشهيرة التي تضمنت المبادئ العامة للإسلام، وهي آخر خطبه صلى الله عليه وسلم.

إن أول ما يلفت النظر في حجة الوداع هذا الجمهور الضخم الذين حضروا مع الرسول صلى الله عليه وسلم مؤمنين به، مصدقين برسالته، مطيعين لأمره، بعد ما أنكروا مبادئ رسالته، ويعجبون من دعوته إلى التوحيد.

وثاني ما يلفت النظر في حجة الوداع الخطاب القوي الحكيم الذي خاطب به رسول الله الناس أجمعين، وتلك المبادئ التي أعلنها بعد إتمام رسالته ونجاح قيادته، مؤكدة للمبادئ التي أعلنها في أول دعوته، مبادئ ثابتة لم تتغير في القلة والكثرة، والحرب والسلم، والهزيمة والنصر.

v  بعث جيش أسامة بن زيد.

إن آخر ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم لنشر الدعوة وحمايتها، ورد غارة المعتدين على الدولة الجديدة والمتربصين بها أن جهز جيشاً إلى الشام تحت قيادة أسامة بن زيد، ولما كان الجيش في ظاهر المدينة يتأهب للمسير ابتدأ مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي توفي فيه واختاره الله إلى جواره بعد أن أدى الأمانة وبلغ الرسالة، وهيأ جزيرة العرب كلها لحمل لواء الإسلام، ونشر حضارته وتعاليمه في أنحاء الأرض، وبعد أن تهيأ جنوده الصالحون لخوض معاركها، والقادة الأكفاء لقيادة حروبها، والرجال العظماء الصالحون لإدارة دولتها.

ويتجلى من جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قيادة الجيش لأسامة بن زيد وهو شاب في سن العشرين وتحت لوائه شيوخ المهاجرين والأنصار، كأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، أن في هذا سنة حميدة من سنن الإسلام في إلغاء الفوارق بين الناس من جاه وسنٍّ وفضل، وتقديم الكفء الصالح لها مهما يكن سنِّه ومكانته، ثم في رضا هؤلاء العظماء الذين أثبت التاريخ من بعد أن التاريخ لم ينجب مثلهم في عظمتهم وكفاءاتهم، على أن يكونوا تحت إمرة أسامة الشاب، ما يدل على مدى التهذيب النفسي والخلقي الذين وصلوا إليه بفضل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدايته وتربيته وإرشاده.

إن في تأمير أسامة على مثل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، سابقة عظيمة لم تعهدها أمة من الأمم، تدل على وجوب فسح المجال لكفاءات الشباب وعبقرياتهم، وتمكينهم من قيادة الأمور حين يكونون صالحين لذلك، وهذا درس عظيم لو بقي المسلمون يذكرونه من بعد لاختفت من تاريخ الإسلام محن وكوارث، ومن تاريخ دولته عواصف وفتن زعزعت أركانها وأضعفت من قوتها.

v  وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن ودع الناس في حجة الوداع، فلما أشيع عن وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم اضطرب الصحابة جميعاً لهول الكارثة، وزلزلت المدينة زلزالها، فمنهم من عقل لسانه، ومنهم من أقعد عن الحركة، ومنهم وهو عمر من شهر سيفه ينهى الناس أن يقولوا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات، ويزعم أنه غاب، وسيرجع إليهم، ولكن أبا بكر وحده هو الذي كان ثابت الجأش.

وهنا درسان بالغان:

1. أن الصحابة دهشوا لموت رسول الله صلى الله عليه وسلم، لحبهم له حباً امتزج بدمائهم وأعصابهم، والصدمة بفقد الأحباب تكون على قدر الحب، وأي حب في الدنيا يبلغ حب هؤلاء الصحابة الأبرار لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

2. أن موقف أبي بكر دل على أنه يتمتع برباطة جأش وقوة أعصاب عند النكبات لا يتمتع بها صحابي آخر، وهذا ما جعله أولى الناس بخلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أثبت ذلك في حركة الردة في جزيرة العرب.



تعليقات