مدخل الاستجابة: ضوابط فهم النص الشرعي

 مدخل الاستجابة: ضوابط فهم النص الشرعي



مدخل الاستجابة: ضوابط فهم النص الشرعي


المحور الأول: مفهوم النص الشرعي وخصائصه.

1.  مفهوم النص الشرعي.

النص الشرعيلغة: ما ظهر وبرز، ومنه المنصة، واصطلاحا: مجموع ألفاظ القرآن الكريم والسنة النبوية، وما تحمله من معاني وأحكام ومقاصد …، قطعية كانت أم ظنية.

2.   خصائص النص الشرعي.

  • رباني المصدرفالقرآن الكريم وحي باللفظ والمعنى من عند الله، والسنة وحي بالمعنى، واللفظ من عند رسول الله، قال تعالى: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ  إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ﴾.
  • التنجيم والتدرجنزل القرآن الكريم على مر 23 سنة حسب الأحداث والوقائع، أو من خلال سؤال أو استفتاء، ومنه ما نزل ابتداء بلا سبب، وكذلك الأمر بالنسبة للسنة النبوية التي نقف على أسباب ورود أحاديث كثيرة.
  • الإيجاز والإعجاز في أسلوبهالمتمثلان في أسلوبه البلاغي الرفيع الذي أعجز أفصح العرب على الإتيان بمثله، قال الوليد بن المغيرة من كفار قريش: “وَاللَّهِ إِنَّ لِقَوْلِهِ الَّذِي يَقُولُ حَلاوَةً، وَإِنَّ عَلَيْهِ لَطَلاوَةً، وَإِنَّهُ لَمُثْمِرٌ أَعْلاهُ مُغْدِقٌ أَسْفَلَهُ، وَإِنَّهُ لَيَعْلُو وَمَا يَعْلَى، وَإِنَّهُ لَيُحَطِّمُ مَا تَحْتَهُ”، وفي السنة النبوية حدث النبي بقوله: )بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ(
  • المرونة والسعةأحكام الشريعة الإسلامية مبنية على الوسطية والاعتدال، لا تشدد ولا غلو ولا تساهل ولا تقصير، وهذا ما يجعلها صالحة للعباد في كل زمان ومكان، قال تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾.

المحور الثاني: مناهج وضوابط استثمار النصوص الشرعية.

للنص الشرعي قواعد ومناهج وضوابط لابد من الأخذ بها لفهمه واستنباط الأحكام منه، وفيما يلي بعض هذه الضوابط والمناهج:

  • التسليم المطلق لكلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم دون نقاش أو جدال: قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا﴾.
  • الاعتقاد الجازم بشمولية النص الشرعي للدين كله: قال تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ﴾.
  • الجمع بين ظاهر النص ومعناه: فلا يجوز التقصير في فهم النص على ظاهره، إنما لابد من التعمق فيه والوقوف على ما بين سطوره.
  • التفريق بين المعاني الشرعية المقصودة والمعاني اللغوية غير المقصودة: استنباط المعاني من النصوص يستوجب التفريق بين المعاني اللغوية المعجمية، والمعنى الاصطلاحي الشرعي المقصود في استنباط الأحكام.
  • التفريق بين المعاني الحقيقية والمعاني المجازية: المعنى الحقيقي هو اللفظ المستعمل في موضعه، والمجازي هو اللفظ المستعمل في غير موضعه، فلابد من الوقوف عند حقيقة اللفظ.
  • عدم معارضة النص بالعقل: لا ينبغي تأليه العقل على الوحي، لأن العقل خاضع لمقتضات الوحي الشرعي، يقوم بفهمه والامتثال له والانضباط بضوابطه والعمل بأحكامه.
  • التحقق من ثبوت النص وصحته: فلابد من التفريق بين الصحيح والضعيف من الأحاديث، أما الأحاديث الموضوعة فتعتبر كذبا على الرسول صلى الله عليه وسلم، لا ينبغي الأخذ بها.
  • مراعاة سبب نزول الآيات القرآنية، وسبب ورود الأحاديث النبوية.

المحور الثالث: حجية النص الشرعي ومطلب الاستجابة للحكم الشرعي.

يتضمن القرآن الكريم نصوصا كثيرة تؤكد على حجية القرآن الكريم والسنة النبوية، وفيها أوامر صريحة بضرورة الاستجابة لأحكامهما، ونورد على سبيل المثال لا الحصر:

  • قال تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ﴾.
  • قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾.
  • قال تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾.
  • قال تعالى: ﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾.
  • قال تعالى: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ﴾.
  • قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾.
  • قال تعالى: )تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا: كِتَابَ اللهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّه(.

تعليقات