مدخل الاستجابة: الأسرة نواة المجتمع
المحور الأول: صلاح الأسرة أساس صلاح المجتمع.
1- مفهوم
الأسرة:
الأسرة هي الوحدة التأسيسية لشبكة العلاقات الاجتماعية(نسب، زواج، مصاهرة)، التي تكون المجتمع، وهي حاضنة الأفراد، تلبية حاجات الانتماء الوجداني، مانحة لهم الثقة في
المستقبل، ومعززة قيم الاخلاق الدينية
والمبادئ الوطنية والقيم الانسانية. قال تعالى" ياأيها الناس اتقوا
ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقو
الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا" النساء.
2- صلاح الأسرة
أساس صلاح المجتمع:
تعد الأسرة المكون الأساسي للمجتمع
والذي هو عبارة عن الأسر المترابطة فيما بينها والتي تتقاسم مجموعة من الاعمال
لتلبية حاجات بعضهم بعضا لذا فإن نجاح المجتمع متوقف على نجاح الأسرة في دورها
الذي يمتد الى جميع الجهات التربوية الاقتصادية والاجتماعية الأسرة هي السبيل
للبقاء الإنساني وهي الضامن الاساسي للاستقرار النفسي وهي أساس التكافل الاجتماعي
وأول أسرة خلقها الله في أسرى آد وحواء التي تعد أصل الإنسانية يقول الله
تعالى" ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها
وبث منهما رجالا كثيرا ونساء"، وذلك من خلال مجموعة من الأسس ، أهمها:
أ- الأسرة أصل النوع البشري وسبيل
الارتقاء الانساني:
أول أسرة قدرها الله تعالى أسرة
آدم وحواء، بهما بدأت سنة الزواج بين الذكر والانثى حفاظا على النوع البشري، قال
تعالى"هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها"الأعراف:198.
ü
الأسرة الصالحة نواة المجتمع
الصالح: وذلك بالعمل على تربية الأبناء تربية صالحة، فليس الهدف من الزواج
إنجاب الأطفال ثم تركهم لضياع وعدم تحمل مسؤليتهم، بل المقصود من الزواج تزويد
الحياة بعناصر الإعمار، وتزويد المجتمع بالأبناء لخدمة المجتمع والوطن، وهذا
لايمكن أن يتحقق إلا بصلاح الأسرة وتشبثها بقيم الإسلام، قال تعالى"جنات
عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم" الرعد:23، وهذا
يتحقق:
1.
نجاح الأسرة واستقرارها يسهم في أمن المجتمع ويقلل من وقوع المشاكل كالعنف
والقتل والاغتصاب والمخدرات...
2.
تكاثر الأسر الصالحة وتزايدها يؤدي الى إنشاء مجتمع صالح يكثر فيه الإنتاج
والفعالية والحب والتعاون والتكافل...
3.
الأسرة الصالحة تنتج مجتمعا يحفظ للناس حقوقهم الاجتماعية والتربوية
والتعليمية مما يؤدي الى محاربة كثير من الظواهر الخطيرة كالتشرد والادمان
والجرائم والهرد المدرسي.
4.
الأسرة هي اللبنة الطبيعية والفطرية لتكاثر النوع البشري، يتلقى فيها الفرد
كل مقومات الحياة ويجد فيها كل حاجياته.
5.
ضياع الأسر وتفككها وانحلالها يسبب عقدا نفسية وأزمات اجتماعية تنعكس سلبا
على المجتمع بالضعف وكثرة المشاكل.
6.
الأسرة هي المؤسسة الاجتماعية الوحيدة التي تستطيع تقديم خدمات للمجتمع
الكبير بإنشاء الفرد ورعايته وتربيته على الفضائل والقيم الحميدة.
المحور الثاني: استقرار الأسرة: شروط ومقومات
1.
حسن اختيار الزوج والزوجة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا
خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض فساد
عريض". وقال عليه السلام في اختيار الزوجة:"تنكح المرأة لأربع
لمالها وحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك".
2.
المعاشرة بالمعروف بين الزوجين والصبر على بعضهما وتحمل هفوات كل طرف
منهما، قال تعالى:"وعاشرهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا
ويجعل الله فيه خيرا كثيرا".
3.
توثيق العلاقات بين الأسرة وبين أفرادها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"
إن لأهلك عليك حق".
4.
تعاون على تربية الأولاد تربية سليمة وحفظ الأبناء من الضياع والانحراف،
قال عليه الصلاة والسلام: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".
5.
التعاون بين أفراد الأسرة اقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام مع أهله: عن
ابن عباس رضي الله عنه قال:قال رسول الله: "خيركم لأهله وأنا خيركم
لأهلي"
6.
مشاركة كل طرف للآخر في حالة الفرح والحزن: قال تعالى"ومن آياته أن
خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات
لقوم يتفكرون"الروم20.
7.
الحفاظ على الاستقرار النفسي والاجتماعي للأسرة: وذلك باستخدام أسلوب
الحوار في تدبير الخلافات والبعد عن العنف والجدال المذموم، قال عليه الصلاة
والسلام"الكلمة الطيبة صدقة".
8.
خلق مشاعر التراحم والتواد والتعاطف فيما بينهم ونزع المشاعر السلبية المتسمة
بالكره والحقد والانانية كما كان يحرص يعقوب عليه السلام على ذلك فقال"يا بني
اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولاتيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا
القوم الكافرون"
9.
معرفة كل فرد داخل الأسرة حقوقه وواجباته وانخراط الجميع في تحقيق النجاح
للأسرة عن طريق التشاور والحوار وتحمل المسؤلية.
10.
التحلي بالاخلاق الفاضلة كالصدق والكلمة الطيبة والعدل والبر والرفق والبعد
عن القيم الفاسدة الكسل والمشاجرة ورفع الاصوات والعنف...
المحور الثالث: تحصين الاسرة من الانحلال والتفكيك.
إن الأسرة في العصر الحالي تعيش تخبطا يصعب التحكم في مآله ومصيره، وتحديات
كبيرة تفرضها العولمة عبر وسائل الاتصال الحديثة المنحازة لثقافة الانحلال
والتفسخ، الشيئ الذي انعكس سلبا على مقومات تماسك الأسرة، وأدى الى اهتزاز قيمها،
وجعلها عرضة للتمزق والانشقاق، مما جعل الغيورين على الأسرة الاجتهاد في تحصينها
من التفكك والانحلال من خلال المقترحات التالية:
1.
أسس تحصين وحماية الأسرة:
أ- تحصين الأسرة بحفظ الدين: تربية الأبناء على أسس الدين الحنيف.
ب- تحصين الأسرة بحفظ النسب
والعرض: حرم الشرع الزنا،قال تعالى:" ولاتقربوا الزنى" ورغب
في الزواج من أجل أسرة تمنح الإنسان قيمة اجتماعية تحميه من جهالة النسب قال عليه
الصلاة والسلام" يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض
للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء"، ولنا في
يوسف خير مثال حينما امتنع عن الفاحشة فقال:"معاذ الله إنه ربي أحسن
مثواي"
ج-تحصين الأسرة من العنف:
بالمودة والرحمة وإشاعة أجواء الطمأنينة والاستقرار بين أفراد الأسرة، يحفظ
المجتمع من الفساد والانحراف.
د-تحصين الأسرة من سلبيات وسائل
الإعلام: إذ يجب على الأسرة قبل أن يشرع
أبناؤها في استخدام وسائل الإعلام تعليمهم كيف يستخدمونها، وتأهيلهم للتفاعل
الإيجابي عن طريق التربية الإعلامية الصحيحة، وذلك بتعليمهم النقد المهذب البناء
لكل ما يطرح عليهم من أفكار وآراء والابتعاد عن الطاعة العمياء حتى ولو كانت للوالدين
فكيف بالأفكار الغريبة المطروحة في وسائل الإعلام.
2- بعض التدابير الوقائية
لحماية الأسرة من الإنحلال:
1.
الإلتزام بمقومات الأسرة الناجحة ومحاولة العمل بتلك البنود والالتزام بها.
2.
توعية الناس بأدوارهم ومهامهم داخل الأسرة لأن الجهل بها يؤدي إلى كثرة الشقاق
والنزاع ووقوع الطلاق.
3.
إنتاج برامج إعلامية تحسيسية وتوعوية خلاقة تهدف إلى تثقيف الأسر وتوعيتها
وإرشادها، وتقديم المساعدات المناسبة لمعالجة بعض المشاكل المستعصية.
4.
وضع برامج ومقررات مدرسية مختصة بالأسرة على نحو ينمي المفاهيم الأسرية
الصحيحة ويربيهم على حسن تدبيرها.
5.
تنظيم دورات تدريبية ووراشات تكوينية لفائدة الأزواج والأبناء بهدف اطلاعهم
على الحياة الأسرية والأدوار المنوطة بكل عنصر وتعريفهم بمتطلبات تأسيس علاقة
زوجية ناجحة.
6.
فتح المجال أمام جمعيات المجتمع المدني للتوعية بوظائف الأسرة، وكيفية
تنظيم الحياة العائلية، وتقديم حلول مناسبة للصعوبات والمشاكل والأزمات الأسرية
المختلفة.
تعليقات
إرسال تعليق