مدخل القسط: حق البيئة: التوسط والاعتدال في استغلال البيئة

 مدخل القسط: حق البيئة: التوسط والاعتدال في استغلال البيئة



مدخل القسط: حق البيئة: التوسط والاعتدال في استغلال البيئة



المحور الأول: مفهوم البيئة في الإسلام.

1. مفهوم البيئة.

البيئة لغة: مشتقة من فعل البوء، وهو اتخاذ المسكن والتزامه، والتبوء هو التمكين والاستقرار، واصطلاحا: هي المحيط الذي سخره الله بكل مكوناته وموارده المادية والطبيعية والاجتماعية قصد إشباع متطلبات الإنسان وتحقيق رغباته.

2. مفهوم التوسط.

التوسط: لغة هو أخذ الوسط وأوسط الشئ بين طرفين، واصطلاحا: هو العدل والخيرية بين الإفراط والتفريط ويأتي في مقابل الغلو.

3. مفهوم الاعتدال.

الاعتدال: لغة توسط الحال بين حالين، واصطلاحا: هو الاعتدال وعدم الإفراط والتفريط في أي شيء مع إعطاء كل ذي حق حقه.

المحور الثاني: حفظ البيئة وتنميتها من مقتضيات الإيمان.

إن حماية البيئة وحفظها من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية هي أولا عقيدة تستقر في قلب المؤمن، وثانيا: عمل وتصرف يجري على السلوك، إذا كان الإيمان اعتقادا بالقلب وعملا بالجوارح، فحماية البيئة إيمان يستوطن القلب وهي بعد ذلك فعل وسلوك، وهذا يعني أن حفظ البيئة وتنميتها من مقتضيات الإيمان ومن علامات كماله، فالتربية البيئية تقوم على أصلين:

أصل عقدي: وهو الإيمان ولهذا جعل الرسول صلى الله عليه وسلم حماية البيئة من شعب الإيمان، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ﴿الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة أفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق﴾.

أصل سلوكي عملي: يتجلى في الأخلاق لهذا نجد في السنة النبوية الأمر بالغرس والمحافظة على البيئة، من ذلك:

حرصه صلى الله عليه وسلم على الغرس والزرع، فقال: ﴿ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة﴾. رواه البخاري.

تحذيره صلى الله عليه وسلم من تجنيس الفضاء العام وأوجب حفظه وتطهيره، فنهى عن التبول والتغوط في الطرقات والماء وتحت الأشجار، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: اتقوا الملاعن الثلاث: ﴿البراز في مورد الماء وقارعة الطريق والظل﴾.

ففي هذه الأحاديث وغيرها دليل على حرص الإسلام على حفظ البيئة ورعايتها والإسهام في حمايتها، وصلاح البيئة متوقف على صلاح الإنسان وفساده دليل على فساده.

المحور الثالث: ضوابط استغلال البيئة في الإسلام.

  • اعتماد منهج الوسطية والاعتدال في استغلال خيرات الأرض والاستفادة من ثرواتها بلا إفراط ولا تفريط، يقول تعالى: ﴿وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين﴾.
  • الدعوة إلى المحافظة على التوازن البيئي من خلال التخطيط المحكم وحسن التدبير، ولقد أسس يوسف علي السلام لمنهج التوسط والاعتدال في خطته لمواجهة الجفاف بمصر قال تعالى: ﴿قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ﴾.
  • النهي عن الفساد والخراب كالتلوث، قال تعالى: ﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا﴾.
  • تحريم الإسراف والتبذير لأنه استنزاف لخيرات البيئة، قال تعالى: ﴿وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا﴾.
  • تحقيق التوازن بين مصلحة الأجيال الحاضرة والأجيال المقبلة التنمية المستدامة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ﴿إن قامت الساعة وفي يد أحطكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل﴾.

كيف أحقق غاية التوسط والاعتدال في استغلال البيئة؟

  • أتعلم من التوجيهات الواردة في القرآن والسنة في طريقة التعامل مع البيئة.
  • أوظف التوجهات التي توصل لها العلماء حول البيئة.
  • أحافظ على البيئة من المخاطر التي تهددها، بالتحلي بمبدأ التوسط والاعتدال في استغلال مواردها.
  • أساهم في خدمة التنمية المستديمة من خلال الأنشطة والنوادي البيئية

 


 

تعليقات