أحكام زكاة الفطر
تعريف
زكاة الفطر.
زكاة الفطر هي الصدقة تجب بالفطر من
رمضان، طهرة للصائم: من اللغو، والرفث.
حكم زكاة الفطر.
زكاة الفطر واجبة لعموم الكتاب وصريح
السنة والإجماع:
أما عموم الكتاب، فقيل: قول الله تعالى:
"قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى"
وأما السنة؛ فلأحاديث كثيرة، ومنها حديث
عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما، وفيه: "رض رسول الله صلى الله عليه وسلم
زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير على العبد والحر، والذكر
والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين". متفق عليه.
وأما الإجماع، فأجمع أهل العلم: أن صدقة
الفطر فرض، قال الإمام ابن المنذر رحمه الله: وأجمعوا على أن صدقة الفطر فرض،
وأجمعوا على أن صدقة الفطر تجب على المرء، إذا أمكنه أداؤها عن نفسه، وأولاده
الأطفال، الذين لا أموال لهم، وأجمعوا على أن على المرء أداء زكاة الفطر عن مملوكه
الحاضر.
الحكمة من
وجوب زكاة الفطر.
1. طُهرةٌ
للصائم، من اللغو والرفث.
2. طعمةٌ
للمساكين، وإغناء لهم عن السؤال في يوم العيد، وإدخال السرور عليهم؛ ليكون العيد
يوم فرح وسرور لجميع فئات المجتمع.
3. مواساةٌ
للمسلمين: أغنيائهم، وفقرائهم ذلك اليوم، فيتفرغ الجميع لعبادة الله تعالى،
والسرور والاغتباط بنعمه.
حصول الثواب والأجر
العظيم بدفعها لمستحقيها في وقتها المحدد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن
عباس المشار إليه آنفاً: "فمن أدَّاها قبل الصلاة فهي صدقة مقبولة، ومن
أدَّاها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات".
4. زكاة
للبدن حيث أبقاه الله تعالى عاماً من الأعوام، وأنعم عليه سبحانه بالبقاء؛ ولأجله
استوى فيه الكبير والصغير، والذكر والأنثى، والغني والفقير، والحر والعبد، والكامل
والناقص في مقدار الواجب: وهو الصاع.
5. شكر نعم
الله تعالى على الصائمين بإتمام الصيام، ولله حكم، وأسرار لا تصل إليها عقول
العالمين.
أحكام
وقت إخراج زكاة الفطر.
تخرج زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو
يومين جوازا؛ لحديث ابن عمر رضي الله عنهما، وفيه: "... وكانوا يعطون قبل
الفطر بيوم أو يومين"، وفي لفظ للإمام مالك: "أن ابن عمر كان يبعث بزكاة
الفطر إلى الذي تجمع عنده قبل الفطر بيومين أو ثلاثة".
ويجب إخراجها من
غروب الشمس من آخر يوم من رمضان وينتهي بصلاة العيد؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم
أمر بإخراجها قبل الصلاة، فمن تزوج، أو ملك عبداً، أو وُلِد له ولد، أو أسلم قبل
غروب الشمس، فعليه الفطرة، وإن كان ذلك بعد الغروب لم تلزمه، ومن مات بعد غروب
الشمس ليلة الفطر فعليه صدقة الفطر.
ويستحب إخراج زكاة الفطر يوم الفطر قبل صلاة العيد؛ لأن
النبي صلى الله عليه وسلم أمر بها أن تؤدَّى قبل خروج الناس إلى صلاة العيد، كما
في حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وكما قال ابن عباس رضي الله عنهما "فمن
أداها قبل الصلاة فهي صدقة مقبولة، ومن أدَّاها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات".
ولا يجوز تأخيرها بعد صلاة العيد على القول الصحيح، فمن أخَّرها
بعد الصلاة بدون عذر، فعليه التوبة، وعليه أن يخرجها على الفور.
مقدار ما يخرج من زكاة الفطر.
يخرج المسلم صاعا واحدا بصاع النبي صلى
الله عليه وسلم ، ومقداره بالكيلو ثلاثة كيلو تقريباً من طعام، عن قوته وقوت أهل
بيته الذين تجب نفقتهم عليه؛ لحديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: "فرض
رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر في رمضان على كل نفسٍ من المسلمين: حرٍّ
أو عبدٍ، أو رجلٍ، أو امرأةٍ، صغيرٍ، أو كبيرٍ، صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير"
رواه مسلم، ويستحب إخراج زكاة الفطر عن الحمل؛ لفعل عثمان رضي الله عنه، وتخرج عن
المملوك يخرجها سيده عنه؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : "ليس على المسلم في فرسه، ولا في عبده صدقة إلا صدقة الفطر".
حكم دفع
القيمة في زكاة الفطر.
اختلف العلماء في جواز إخراجها قيمة فمنهم
من التزم بالمنصوص عليه وقال أنها لا تجزي، قال الإمام ابن قدامة رحمه الله: (ولا
تجزئ القيمة؛ لأنه عدول عن المنصوص)، بينما ذهب بعض المعاصرون إلى جواز إخراجها
نقدا عملا بمقصد الشارع.
تعليقات
إرسال تعليق